بيان صادر عن حزب إرادة حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ومصر

بيان صادر عن حزب إرادة حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ومصر

بيان صادر عن حزب إرادة

يعبر حزب إرادة عن رفضه القاطع واستنكاره الشديد لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي دعا فيها الأردن ومصر لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم كحل للأزمة الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

إن هذه التصريحات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتتنافى مع قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. ونذكر هنا بوضوح القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1948، والذي نص صراحة على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم عن خسائرهم. كما تتناقض هذه التصريحات مع القرار 242 و338 اللذين يؤكدان على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

إن ما دعا إليه الرئيس الأمريكي الحالي يشكل محاولة لفرض حلول غير عادلة على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وتجاهلًا فجًا لحقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول الأول عن الأزمة الإنسانية في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن الترويج لتوطين اللاجئين خارج وطنهم هو محاولة خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال الإسرائيلي.

إن الأردن قيادة وشعبًا يرفض رفضًا قاطعًا أي محاولات للزج به في هذه المخططات، التي تتعارض مع مواقفه الوطنية والقومية، وتهدد أمنه واستقراره، وتستهدف تصفية القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال أولوية عربية وإسلامية ودولية. إن الدستور الأردني والموقف الوطني الأردني يؤكدان بشكل قاطع رفض التوطين، باعتباره تعديًا على سيادة الدولة ومصالحها الوطنية العليا.

إننا في حزب إرادة ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في مواجهة هذه التصريحات، والوقوف بحزم ضد أي محاولة لتقويض حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما ندعو إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه الهمجي ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، الذي تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وفي هذا السياق، يدعو حزب إرادة الأمة العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف موحدة ومسؤولة في مواجهة هذه المخططات الخطيرة، وتوحيد الصفوف في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة كافة المحاولات الرامية إلى تصفية قضيته. إن المسؤولية التاريخية والدينية والإنسانية تلزم الأمة العربية والإسلامية بالوقوف بحزم أمام هذه التحديات، وتفعيل الجهود المشتركة على المستويات السياسية والاقتصادية والإعلامية لمساندة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الاحتلال وسياسات التهجير القسري والعدوان المستمر.

كما يدعو حزب إرادة الشعب الأردني العظيم، الذي لطالما وقف مع فلسطين وقضيتها العادلة، إلى التكاتف والتمسك بمواقفه الوطنية الراسخة في رفض التوطين، والتعبير عن رفضه لأي محاولة تمس سيادة الأردن واستقراره. إن وعي الأردنيين وإرادتهم القوية كان ولا يزال السد المنيع أمام أي مشاريع تستهدف حقوق الأمة ومصالحها العليا، ونحن على ثقة تامة بأن الأردنيين سيظلون داعمين للقضية الفلسطينية ومتمسكين بحقوقهم ومصالحهم الوطنية.

نؤكد أن محاولات فرض سياسة الأمر الواقع من خلال البلطجة السياسية والضغوط الدولية لن تنجح في تغيير حقائق التاريخ أو سلب الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية، بل ستزيد من صمود هذا الشعب وإصراره على تحقيق العدالة.

ختامًا، نوجه رسالة واضحة إلى الجميع: القضية الفلسطينية ليست للبيع أو المساومة وهي قضية كل عربي ومسلم، ولن تكون الأردن ومصر أو أي دولة عربية شريكة في مشاريع تصفية الحقوق والإرادة الفلسطينية، التي ستبقى قضية الأمة المركزية وأولوية لا يمكن التخلي عنها.

حزب إرادة
الأردن – ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٥

Post Comment