يتابع حزب إرادة، بأشد مشاعر الغضب والإدانة، الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة المحاصر، وفي مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، من خلال سياسات ممنهجة تقوم على التجويع، والإعدام الميداني، والتهجير القسري، وهدم البيوت، وترويع المدنيين العُزّل، ضمن حملة إبادة صامتة تُنفّذ على مرأى من العالم.
كما يُعرب حزب إرادة عن تأييده الكامل للمواقف الرسمية الصادرة عن الحكومة الأردنية، والتي أدانت بشدة تصريحات وممارسات حكومة الاحتلال المتطرفة، ورفضت شرعية فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وأكدت أن لا سيادة للاحتلال على أي جزء من الأرض الفلسطينية، كما دعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي هذا السياق، يطالب حزب إرادة الحكومة الأردنية بمواصلة الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف عملي وفاعل تجاه الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، وعدم الاكتفاء بالإدانة اللفظية. كما ندعو الحكومة إلى التحرّك العاجل عبر الجامعة العربية لحشد موقف عربي صلب وموحّد، يتجاوز البيانات إلى الفعل، ويكسر الحصار المفروض على غزة، ويُجابه الاحتلال بسياسة ردع سياسية واقتصادية واضحة، تُعبّر عن الحدّ الأدنى من الموقف القومي والأخلاقي المطلوب.
ونؤكد في حزبنا رفضنا القاطع والمبدئي لأي مساعٍ تهدف إلى ضم الضفة الغربية أو فرض السيطرة عليها تحت أي ذريعة أو تسوية. إن الضفة الغربية أرض فلسطينية محتلة، ويشكل أي إجراء من هذا النوع انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، واعتداءً مباشراً على حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته في الحرية والاستقلال. ونرى أن هذه السياسات العدوانية لا تخدم سوى تأجيج الصراع وتكريس الاحتلال، وتقوض فرص السلام العادل والشامل الذي يقوم على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
إن ما يشهده قطاع غزة من حصار وتجويع متعمد، وما تتعرض له الضفة الغربية من اقتحامات واغتيالات واعتقالات، لا يُعد فقط انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، بل يشكل جريمة ضد الإنسانية وسقوطًا أخلاقيًا مدوِّيًا للمنظومة الدولية ومؤسساتها الصامتة.
ويؤكد حزب إرادة أن الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، تتحمّل مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة عمّا يجري، كونها الراعي والداعم الأول لهذا الكيان المحتل. وإن استمرار هذا الدعم في ظل المجازر والتجويع والاحتلال، سيُسجَّل في ذاكرة الشعوب وصمة عار تاريخية لا تُمحى.
إن ما يجري في فلسطين، من بحرها إلى نهرها، هو معركة كرامة وإنسانية، وامتحان لقيم العدالة التي تدّعيها الحضارة الغربية. ولن يرحم التاريخ كل من صمت أو برر أو تواطأ مع المحتل، كما لن يغفر لأصحاب القرار العالمي تهاونهم في وجه الإبادة والتجويع والاحتلال.
المجد لفلسطين الصامدة،
المجد لغزة والضفة،
العار لكل من يبرر الجريمة أو يصمت عنها.
حزب إرادة
22 تموز 2025
عمّان – الأردن