منذ انطلاقته تعرض حزب إرادة للكثير من النقد والعقبات، بعضها تنظيمي وبعضها سياسي، ومع ذلك لم يتراجع بل استثمر هذا الضغط في تعزيز حضوره داخل الحياة السياسية والبرلمانية.
اليوم وفي اطار الائتلاف مع حزب الوطني الاسلامي تسجل كتلة ارادة والوطني الاسلامي اداء لافتا داخل مجلس النواب، وتتصدر المشهد النيابي من حيث النشاط والانضباط والاداء الرقابي.
تقرير راصد لمراقبة الاداء النيابي أكد أن هذه الكتلة كانت الأكثر طرحا للأسئلة ، خاصة الاسئلة التفصيلية التي تناولت قضايا حيوية تمس حياة الناس مباشرة، مثل التعليم والصحة والفساد والطاقة، والزراعة.
كما جاءت الكتلة في صدارة الكتل النيابية من حيث تقديم المذكرات والاقتراحات النيابية، وسجلت أعلى نسب التزام بالحضور والمشاركة الفاعلة في الجلسات.
ورغم النقد الذي ما زال يوجه للحزب الإ ان الأداء البرلماني للكتلة يعكس جدية واضحة ورؤية حزبية منضبطة، تركز على خدمة المواطن وتعزيز الدور الرقابي الحقيقي للنائب. ومن اللافت اليوم أن كتلة إرادة والوطني الاسلامي تمارس عملها تحت القبة بصوت واحد وموحد يعكس توافقا سياسيا ومسؤولية جماعية داخل الائتلاف.
ومع كل هذا الزخم، يبقى التحدي الأكبر في المتابعة وتحويل الطروحات البرلمانية الى نتائج ملموسة على أرض الواقع، فالعمل الحزبي داخل البرلمان لا يكتمل بمجرد الطرح، بل يحتاج الى استمرارية وجهد حقيقي يترجم الافكار الى سياسات تنعكس ايجابا على المجتمع.
لقد أصبح واضحا أن العمل الحزبي داخل البرلمان يشهد تحولا حقيقيا بعد مرحلة دمج الأحزاب وتوحيد الجهود، حيث بدأت الكتل تتشكل على أسس برامجية واضحة، تقودها كفاءات وطنية وخبرات سياسية تدرك حجم المسؤولية وتعمل بإخلاص لمصلحة الوطن والمواطن.
اليوم، لم يعد الصوت الفردي قادرا وحده على إحداث التغيير، بل باتت الكتل الحزبية المنظمة، مثل كتلة إرادة والوطني الاسلامي تمثل الامل في برلمان اكثر تأثيرا، وتشريعات اكثر توازنا، ورقابة اكثر جرأة.
هذه الكتل الحزبية الواعدة ليست فقط حالة سياسية جديدة، بل رافعة وطنية تستحق الدعم والمتابعة، لانها تبني من داخل البرلمان أسس الدولة الحديثة القائمة على المشاركة والشفافية والبرامج لا الأشخاص.
.

.
