يتابع المجلس السياسي في حزب إرادة بقلق بالغ تطورات الوضع الإقليمي، ويحذر من خطر سياسات اليمين الصهيوني المتطرف والتي تسعى بكل وضوح لإغراق المنطقة والإقليم في حرب شاملة،إذ تبين بجلاء للجميع أن هذا اليمين المتطرف الذي لا يحفل بالشرعة الدولية أبدا متعطش لتوسيع نطاق الحرب، حيث يستمر التصعيد على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان الشقيق وتأتي التصريحات القادمة من دولة الكيان معبرة بوضوح عن رغبة صهيونية تلمودية متطرفة في توسيع رقعة الحرب وإشعال حرب قد يدفع فيها لبنان الشقيق الثمن الأكبر للأسف، وإن فشل الجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف واستمرار التصعيد التدريجي قد يؤدي في أي لحظة لإندلاع شرارة حرب لا أحد يعلم أو يتوقع حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية وكم من الضحايا والأبرياء من المدنيين ستخلفها هذه الحرب.
إن مسؤولية ضبط سلوك حكومة المتطرفين اليوم يقع بشكل أساسي ومباشر على داعمي هذا الكيان ولا سيما الإدارة الأمريكية التي كانت منذ بداية الحرب داعمة لهذا التطرف الصهي-وني بدون شروط أو قيود، حتى استفحلت هذه الحكومة بجرائمها بحق الإنسانية وإن السبيل الوحيد الآن لعودة السلام والأمن هو قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الشامل والفوريّ تحت البند السابع والبدء بخطة إعادة الإعمار وتقديم حكومة الحرب في دولة الكيان إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية عن جرائم الحرب التي ترتكبها بحق المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وبحسب نائب الأمين العام للشؤون السياسية والتوعية الحزبية: المهندس إبراهيم العوران، فإن الاستراتيجية الصهيونية لا تحتاج ذكاءًا كبيرا لقرائتها، ويمكن ببساطة معرفة الأهداف الاستراتيجية للكيان بالنظر للباس العسكري لجنود الاحتلال الذي يحتوي على خريطة إسرائيل الكبرى ( والتي تشمل الأردن وفلسطين ولبنان وأجزاء من العراق وسوريا ومصر) والذين ظهروا فيه قبل أسبوع أثناء المعارك في غزة، ويتابع العوران أن هذا الهدف الاستراتيجي الواضح والمعلن لدولة الاحتلال والتي لا تخلو أدبيات الأيدولوجية الصهيوينة الدينية عن ذكره والتحفيز عليه، هذه الأيدولوجية المتطرفة التي تستمد الحكومة الصهيوينة برنامجها منها،
ويذكر العوران أنه منذ اليوم الأول الذي بدأت به آلة الإجرام الصهيوينة بالعمل على القضاء على كل أشكال الحياة فهذه الآلة الأجرامية التي لم تبق بشرا ولا حجرا ولا طيرا إلا وقتلته تهدف إلى هندسة واقع تستحيل معه الحياة تمهيدًا للهجرة القسرية في شكل هجرة طوعية، وتستخدم في سبيل ذلك كل جرائم الحرب التي ارتكبتها منذ ثمانية أشهر وتستمر بها حيث لا تزال الحكومة المتطرفه تتلاعب وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف وتستخدم سلاح التجويع فما يحدث الآن في شمال قطاع غزة يندى له جبين الإنسانية.
ودون إغفال ما يجري في الضفة الغربية، حيث لا زالت حكومة اليمين المتطرفة وعلى رأسها وزير المالية سموتريش والأمن القومي بن غفير تتبع استراتيجيات تهدف لتفجير الوضع في الضفة الغربية من خلال التضييق على السلطة الفلسطينية وتحويل أموال المقاصة إلى قطعان المستوطنين وتسليحهم وإطلاقهم للاعتداء على المدنيين الفلسطينين أصحاب الأرض الأصليين وقتلهم وترويعهم والاعتداء على أرزاقهم وحرق أراضيهم تمهيدا لسيناريو الهجرة القسرية المتسترة بثياب هجرة طوعية.
إن كل ما سبق ذكره إذا لم يتم مواجهته بالضغط الدولي الكامل على حكومة المتطرفين للقبول بوقف إطلاق النار وزيادة الحراك الدولي للإعتراف بالدولة الفلسطينية وتقديم حكومة الحرب للمساءلة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الحرب، فإن الحرب الشاملة تهدد أمن وسلامة الجميع.
إننا في حزب إرادة نكرر موقفنا واضح منذ اليوم الأول بدعم الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف ونحن مستمرون بالوقوف خلف قيادتنا الهاشمية في جهودها المستمرة لحشد التأييد الدولي لعدالة القضية الفلسطينية وإقامة دولتهم المستقلة ووقف إطلاق النار الدائم والفوريّ.
حزب إرادة ، عمّان، الأحد ٢٣ حزيران ٢٠٢٤ .