حول اعلان بريطانيا وفرنسا التوجه للاعتراف بدولة فلسطين
يتابع حزب ارادة بترحيب بالغ وادراك لاهمية المرحلة اعلان كل من المملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية عزمهما على الاعتراف بدولة فلسطين، ضمن خطوات سياسية تعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة انهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين استنادا الى قرارات الشرعية الدولية.
ويؤكد الحزب ان هذا التحول في مواقف عواصم غربية رئيسية، طالما ارتبطت بسياسات الدعم غير المشروط لاسرائيل، يعد مؤشرا على تغير نوعي في الرؤية الدولية تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، نتيجة الانكشاف الكامل لسياسات القمع والقتل والتجويع الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال، لا سيما في قطاع غزة.
لقد اعلنت الحكومة البريطانية عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول المقبل، ما لم تبادر اسرائيل الى وقف العدوان على غزة والانخراط في عملية سلام حقيقية. كما سبقتها فرنسا بخطاب واضح يحمل اسرائيل مسؤولية فشل حل الدولتين، ويعتبر الاعتراف بفلسطين خطوة لتعزيز الاستقرار والسلام العادل في المنطقة.
ويرحب الحزب ايضا بقرار الحكومة الفرنسية تصنيف المستوطنين المتطرفين كجماعات ارهابية، وبالقرارات الصادرة عن دول مثل اسبانيا وبلجيكا وايرلندا بمنع دخول عدد من وزراء الحكومة الاسرائيلية المتطرفة الى اراضيها، تعبيرا عن رفض سياسات الاحتلال والابارتهايد.
وفي هذا السياق، يدعو حزب ارادة الحكومة البريطانية الى عدم تعليق الاعتراف بدولة فلسطين على شروط تتعلق بسلوك الاحتلال الاسرائيلي، اذ ان الاعتراف هو حق اصيل للشعب الفلسطيني وغير مرتبط بتصرفات المحتل، سواء التزم بادخال المساعدات او استمر في الحصار والعدوان. ان ربط الاعتراف بشروط اسرائيلية يفرغ القرار من مضمونه الاخلاقي والقانوني، ويعيد انتاج منطق التمييز والهيمنة.
اننا في حزب ارادة، اذ نثمن هذه الخطوات، فاننا:
- ندعو الحكومة الاردنية الى مواصلة جهودها الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا وبقية الدول الاوروبية، لتكريس هذا التوجه، والبناء عليه في المحافل الدولية، وصولا الى اعتراف جماعي من الاتحاد الاوروبي بدولة فلسطين.
- نطالب الدول العربية باتخاذ مواقف داعمة علنية لهذه الخطوات، والعمل على تحويلها الى واقع سياسي وقانوني، يعجل في انهاء الاحتلال ويفرض وقائع عادلة على الارض.
- نهيب بالمجتمع الدولي الى استثمار هذا الزخم السياسي في الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف مشاريع الضم والاستيطان في الضفة الغربية.
- نؤكد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية.
- ندعو باقي دول العالم، لا سيما الدول المؤثرة في اوروبا والعالم الغربي، الى اتخاذ خطوات مماثلة في الاعتراف بدولة فلسطين، وتحمل مسؤولياتها الانسانية والاخلاقية في وجه هذا الاحتلال البغيض، والانتصار للعدالة والقانون الدولي.
ان ما نشهده اليوم ليس فقط تحولا في السياسة الدولية، بل بداية انكسار في الرواية الصهيونية، وفسحة امل تعيد الاعتبار للحق الفلسطيني، وتفرض على الجميع ان يتحركوا بمسؤولية وشجاعة نحو سلام عادل وشامل، يقوم على انهاء الاحتلال واستعادة الحقوق.
عاش نضال الشعب الفلسطيني
عاشت فلسطين حرة مستقلة
حزب ارادة
عمان – ٢٩ تموز ٢٠٢٥
